المؤسسة الإسرائيلية ستحفر نفقيين أرضيين بداخلهما مصعد وممر كهربائي
مؤسسة الأقصى–محمود ابوعطا
(16:13 03-03-2009)
كشفت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في تقرير صحفي عممته صباح اليوم الثلاثاء 3/3/2009م عن نية المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية حفر نفقين أرضيين جديدين أحدهما بطول 56 مترا والآخر بطول 22 متراً بهدف ربط " حي الشرف " الفلسطيني في البلدة القديمة بالقدس- والذي احتل وهجر أهله عام 1967م ، وسمي زوراً وبهتاناً بـ " الحي اليهودي - ، وبين ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك ، كما وكشفت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " عن نية المؤسسة الإسرائيلية تركيب مصعد كهربائي في النفق العامودي وممر كهربائي في النفق الأفقي ، في خطة هدفها تسهيل وصول المجتمع الإسرائيلي والسياح الأجانب من " حي الشرف " المصادَر الى حائط البراق والمسجد الأقصى ، في مسعى متواصل لتكثيف السيطرة التهويدية على حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك ، وسيبدأ العمل في تنفيذ هذا المخطط قريبا وبتكلفة 10 مليون شيقل ( نحو 2،5 مليون دولار أمريكي ) ، وذلك بالتعاون بين كل من البلدية العبرية في القدس وما يسمى بـ " شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي " و " سلطة الآثار " و " مؤسسة التأمين الوطني " وسيموّل المشروع بتبرع من المدعو " باروخ كلاين" .
وبحسب معلومات ومخططات حصلت عليها " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " ، عُلم انه عماً قريب ستباشر ما تسمي نفسها بـ " شركة ترميم وتطوير الحي اليهودي " بحفر نفقين في " حارة الشرف " – والتي صودرت منها الممتلكات والبيوت الفلسطينية وهجر أهلها بعد الإحتلال الإسرائيلي لشرقي القدس والمسجد الأقصى عام 1967 ، واستحلها المستوطنون ، وأقيمت عليها البؤر الإستيطانية وأطلق عليها إسم " حارة اليهود" ، اما النفق الأول فهو نفق عامودي طوله 22 مترا سيحفر في الصخر عند ملتقى نهاية ما يسمى " شارع تفئيرت يسرائيل " وما يسمى " شارع مسغاف لداخ " في الجهة الشرقية الجنوبية من " حارة الشرف " ، ثم سيحفر نفق أفقي تحت الأرض موصول بهذا النفق بطول 56 متراً بإتجاه مستوى أرضية ساحة البراق ، وموضع النفق الأول هو نقطة تجميعية لكل من يدخل الى " حارة الشرف " من السياح الأجانب والمجتمع الإسرائيلي وملتقى عدة أماكن أثرية تحاول من خلالها المؤسسة الإسرائيلية استنبات تاريخ عبري موهوم ، كما علمت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " أنه سيتم تركيب مصعد كهربائي عامودي في النفق العامودي ، وممر كهربائي أفقي في النفق الأرضي يشبه المصاعد الكهربائية في المطارات ، وكلاهما مكملان لبعضهما البعض .
وبحسب المعلومات المتوفرة لـ " مؤسسة الأقصى" فإن هذا المخطط يهدف الى تشجيع المجتمع الإسرائيلي والسياح الأجانب الى الوصول الى ساحة البراق والمسجد الأقصى ، عن طريق تسهيل وصولهم من " حارة الشرف " الى حائط البراق والمسجد الأقصى ، وأفادت المعلومات أن الفوراق الطبوغرافية بين ساحة البراق وحارة الشرف تصعبّ وصول أعداد كبيرة من الذين يزورون " حارة الشرف " من التقدم نحو ساحة البراق والمسجد الأقصى من أبناء المجتمع الإسرائيلي والسياح الأجانب والذي يصل عددهم الى عشرات الآلاف سنوياً ، وبعد دراسات مستفيضة تقرر حفر النفقين المذكورين وتركيب المصعد والممر الكهربائيين المذكورين ، وتقرر تسمية المصعد باسم " مصعد باروخ " على اسم الثري اليهودي المتبرع للمشروع والمدعو " باروخ كلاين " ، وهو من أصل امريكي استوطن مؤخراً في " حي الشرف " .
من جانبها وبعد تحصّل " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " على هذه المعلومات والمخططات ، قامت بزيارة ميدانية للمواقع التي سيحفر فيها النفقين ، ووقفت على واقع الحال في " حارة الشرف " وما يمكن استقراؤه من هذا المخطط وموقعه ، وتقول " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " : " أن هذا المخطط الإسرائيلي الذي سيبدأ تنفيذه قريباً ، يضاف الى شبكة الأنفاق التي تحفرها المؤسسة الإسرائيلية بواسطة أذرعها التنفيذية المتعددة ، والتي تهدف من خلالها الى طمس المعالم العربية والإسلامية في البلدة القديمة بالقدس ، وبناء ما يمكن ان نسميه مدينة يهودية تحتية ، هذا النفق يشكل ولا شك خطراً إضافيا على حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك والمسجد الأقصى بشكل عام ، وهو تكريس للسيطرة الإحتلالية الإسرائيلية لأحد الأحياء الفلسطينية المقدسية وتكريس المصادرة والإستيطان.
وأضافت " مؤسسة الأقصى للوقف والترث " ، :" وإن أرادت المؤسسة الإسرائيلية تهويد الحجر والمكان من مخططها هذا فإنها تريد كذلك تكثيف التواجد التهويدي البشري في البلدة القديمة في القدس على وجه العموم ، وتكثيف التواجد اليهودي في ساحة البراق وداخل المسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص ، وقد بتنا نرى مدى تسارع الإقتحامات شبه اليومية من قبل الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى المبارك من وإقامة الشعائر التوراتية والتلمودية في المسجد الأقصى ، وكذلك دخول آلاف السياح الأجانب يومياً الى المسجد الأقصى بلباس فاضح لا يليق بحرمة المسجد الأقصى ، ثم إن المؤسسة الإسرائيلية تريد ان تنهي أي وجود إسلامي في منطقة حائط البراق والمنطقة الواقعة جنوبي غرب المسجد الأقصى المبارك ، وإحلال تواجد يهودي مطلق في هذه المنطقة ، خاصة انه في موقع النفقين الجديدين يوجد عدد من الكنس اليهودية التي بنيت على حساب بيوت " حي الشرف " ، وخلصت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بالقول : " هذا المخطط التهويدي لا يمكن رؤيته من زاوية منفردة ، بل لا بد من رؤية هذا المخطط التهويدي كجزء من مخطط شامل لتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك ، والبلدة القديمة بالقدس ، وتهويد كامل للمنطقة الأقرب الى المسجد الأقصى من الجهتين الغربية والجنوبية ، ولا شك ان المؤسسة الإسرائيلية ستقوم بربط هذين النفقين الجديدين بشبكة الأنفاق الموجودة تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك ، وربطها كذلك بشبكة الأنفاق في حي سلوان ، وهو على بعد امتار من مخطط لنفق يربط بين ساحة البراق وحي سلوان في مدخل وادي حلوة يصل الى منطقة عين سلوان وحي البستان ، وهنا يبرز الربط بين مخطط حفر النفقين الجديدين وبين مخطط هدم حي البستان وبناء حديقة توراتية مكانه " .
وطالبت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بضرورة العمل السريع والتصدي العاجل لكل هذه المشاريع التهويدية وقالت : " إننا اليوم بتنا نلمس تصاعداً أكبر في المشاريع التهويدية الإحتلالية للمسجد الأقصى والقدس الشريف ، ومن منطلق المسؤولية تجاه القدس والأقصى فلا نجد وقتاً اليوم للبيانات والإستنكارات ، ولا بد من وضع مخطط عملي إستراتيجي فوري التنفيذ لإنقاذ القدس والأقصى ، كما ونوجه نداءً خاصاً لعلماء الأمة بتركيز خطابهم على قضية القدس والمسجد الأقصى ، ولا بد من الفعاليات الشعبية الجماهيرية ان تتحرك بزخم لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك ، من جهتنا في الداخل الفلسطيني فلا بد أن نوجه نداء عاجلا الى أهلنا في الداخل الفلسطيني ، رجالاً ونساءً ، شباباً وأطفالاً ، الى تكثيف تواجدهم وزيارتهم ورباطهم في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس من خلال " مسيرة البيارق " والتي تسيّرها " مؤسسة البيارق وتنقل من خلالها المصلين من كافة قرى ومدن الداخل الفلسطيني الى المسجد الأقصى ومدينة القدس ، ثم نوجه نداء خاصاً الى أهلنا في القدس الشريف الى أهمية تواجدهم اليومي في المسجد الأقصى ، وتكثيف تواجدهم في البلدة القديمة بالقدس وفي محيط المسجد الأقصى ، والمشاركة الفعالة بكل نشاط مناصر وداعم لقضية القدس والأقصى ، مؤكدين انه مهما وضعت المؤسسة الإسرائيلية من مخططات ونجحت في تنفيذ بعضها ، فإنه لا يمكن بحال من الأحوال طمس إسلامية وعروبة القدس ، وسيظلّ المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين ، ما تحت الأرض وما فوق الأرض " .
يذكر أن " حي الشرف " هو حي إسلامي يقع داخل حدود البلدة القديمة ومساحته أكثر من 133 دونما ، وقع تحت الإحتلال الإسرائيلي عام 1967 ، وهو ملاصق لحي المغاربة الذي هدمته المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية في 11/6/1967م ، ، بعد سقوط " حي الشرف " تحت الإحتلال الإسرائيلي تم طرد آلاف الفلسطينيين منه ، ومصادرة البيوت والعقارات والأرض ، وأنشأت مباشرة شركات إسرائيلية خاصة قامت بالاستيلاء على بيوت وعقارات وأراضي الحي وإسكان المستوطنين اليهود فيه وبناء أبنية جديدة أخرى وأطلق عليه زوراً وبهتاناً " الحي اليهودي " ، ولم يبق في الحي إلا أفراد قلائل من الفلسطينيين ، ومسجدين أحدهما مغلق والآخر يصلى به صلاتي الظهر والعصر ويمنع رفع الآذان فيه .